الأنصار) وامرأته حبيبة بنت زيد بن أبي هريرة ، وهما من الأنصار ، وذلك أنها نشزت عليه فلطمها ، فقال النّبي صلىاللهعليهوسلم : لتقتصّ من زوجها ، وانصرفت مع أبيها لتقتصّ منه ، فقال النّبي صلىاللهعليهوسلم : ارجعوا ، هذا جبريل عليهالسلام أتاني ، وأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أردنا أمرا وأراد الله أمرا ، والذي أراد الله خير ، ورفع القصاص.
المناسبة :
ذكر الله تعالى هنا سبب تفضيل الرجال على النساء ، بعد أن بيّن نصيب كلّ واحد في الميراث ، ونهى عن تمني الرّجال والنّساء ما فضل الله به بعضهم على بعض.
التفسير والبيان :
الرّجل قيّم على المرأة ، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجّت ، وهو القائم عليها بالحماية والرعاية ، فعليه الجهاد دونها ، وله من الميراث ضعف نصيبها ، لأنه هو المكلّف بالنّفقة عليها.
وسبب القوامة أمران :
الأول ـ وجود مقوّمات جسدية خلقية : وهو أنه كامل الخلقة ، قوي الإدراك ، قوي العقل ، معتدل العاطفة ، سليم البنية ، فكان الرجل مفضلا على المرأة في العقل والرأي والعزم والقوة ، لذا خصّ الرّجال بالرّسالة والنّبوة والإمامة الكبرى والقضاء وإقامة الشعائر كالأذان والإقامة والخطبة والجمعة والجهاد ، وجعل الطلاق بيدهم ، وأباح لهم تعدد الزوجات ، وخصهم بالشهادة في الجنايات والحدود ، وزيادة النصيب في الميراث ، والتعصيب.