حيلة مدروسة وسرقة مزعومة ، حتى يأتوه بأخيهم لأبيهم ، ثم تعريفه نفسه لإخوته) ، ومحنة يوسف وجماله الرائع ، وقصة يوسف مع امرأة العزيز ، وبراءته المطلقة ، يوسف في غياهب السجون يدعو لدينه ، بوادر الفرج وتعبير رؤيا الملك ، توليته وزيرا للمالية والتجارة ورئاسة الحكم ، إبصار يعقوب حين جاء البشير بقميص يوسف ، لقاء يوسف في مصر مع أبويه وجميع أسرته.
ثم إيراد العبرة من هذه القصة ، وإثبات نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وتسليته ، وبشائر الفرج بعد الضيق ، والأنس بعد الوحشة ، فإن يوسف عليهالسلام انتقل من السجن إلى القصر ، وجعل عزيزا في أرض مصر ، وكل من صبر على البلاء فلا بد من أن يأتيه الفرج والنصر ، وتحذير المشركين من نزول العذاب بهم كما حدث لمن قبلهم ، والدروس والأخلاق المستفادة من قصة يوسف عليهالسلام ، وأهمها نصر الرسل بعد الاستيئاس.
أضواء من التاريخ على قصة يوسف عليهالسلام (١) :
نسب يوسف :
هو يوسف بن يعقوب (إسرائيل الله) بن إسحاق بن إبراهيم عليهمالسلام. وهو أحد أولاد يعقوب الاثني عشر ذكرا الذين ولدوا في فدان آرام أثناء رعاية غنم خاله (لابان) مقابل تزوجه ابنتيه ، إلا بنيامين فقد ولد في أرض كنعان بعد رحيله إليها. قال النبي صلىاللهعليهوسلم عن يوسف فيما أخرجه أحمد والبخاري عن ابن عمر : «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم».
وكان يوسف رائع الجمال ، محبوبا لدى أبيه ، مما أثار حقد إخوته عليه وتآمرهم عليه. وقد رأى في منامه في صغره في سن السابعة عشرة سنة أو
__________________
(١) انظر قصص الأنبياء للأستاذ عبد الوهاب النجار ١٢٠ وما بعدها