١٣ ـ تضمنت القصص صلابة كل نبي على مبدئه ودعوته ، وإن تعرض للإساءة وتسفيه الرأي ، والتصميم أحيانا على قتله أو إبعاده ، والأمثلة كثيرة ، منها : ما حكاه القرآن عن نوح عليهالسلام : (قالَ : يا قَوْمِ ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ، فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ، أَنُلْزِمُكُمُوها ، وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ) [هود ١١ / ٢٨] وتكرر مثل ذلك على لسان شعيب [هود ١١ / ٨٨] وغيره من الأنبياء.
ومنها ما حكاه عن هود : (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ : إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ ، وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ. قالَ : يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الأعراف ٧ / ٦٦ ـ ٦٧].
ومنها ما قال قوم شعيب : (قالُوا : يا شُعَيْبُ ، ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ ، وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً ، وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ ، وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ) [هود ١١ / ٩١].
١٤ ـ تكرار القصة الواحدة في سور القرآن أكثر من مرة إنما هو لتحقيق مقاصد وأهداف ومعان كثيرة ، لتكون ماثلة أمام الأعين في كل جيل. ولكن تكرارها لم يكن مملا وإنما كان بأساليب متنوعة تجتذب الأنظار ، وتنبه العقول ، وتطرد السامة والملل من نفس القارئ والسامع.
التذكير بعاقبة الاختلاف في التوراة
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠) وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١١))