٨ ـ في القصة إظهار سلطان الله وقدرته وقوته القاهرة في تعجيل العذاب ، الذي هو أنموذج عن عذاب الآخرة.
٩ ـ تتضمن القصة التأييد الإلهي للرسل ، وإظهار آيات الله ومعجزاته وحججه على الناس ، مما يحمل على الإقناع بصحة الدعوة الإلهية ، والإيمان بأصحابها الرسل.
١٠ ـ كان لكل قصة مواعظ وعبر خاصة ، تختلف باختلاف أصحابها ، فقصة قوم نوح مثلا تمثل الغرور المستحكم والإصرار على الوثنية ، وقصة قوم عاد تظهر مدى الاعتداد بالبطش والقوة والتجبر والعتو ، وقصة قوم لوط تدل على انحطاط المستوى الإنساني ، والشذوذ الجنسي ، والفحش الأخلاقي ، وقصة قوم شعيب مظهر من مظاهر الانحراف الاجتماعي أو الظلم الاجتماعي وأخذ حقوق الناس وأكل أموالهم بالباطل ، وقصة قوم فرعون مثل بارز للاعتماد على السلطان والثروة والجاه ، تهز عروش وكيان المتفرعنين الجبابرة في كل زمان ومكان ، وجميع تلك القصص لمقاومة الوثنية والفوضى في نظام المجتمع ، فإن كل أولئك الأمم كانوا وثنيين عبدة أصنام ، وكانت جهود الأنبياء المكثفة مركزة على تخليص الناس من عبادة الأوثان والأصنام.
١١ ـ القصة في الجملة عظة وعبرة ، وعلاج للنفوس ، واعتبار بما حل بالعصاة والكفار المتمردين ، مما يذهل العقل ، ويشيب الرأس ، ويقطّع نياط القلب ، ويجعل الإنسان في دهشة وخوف ورعب.
١٢ ـ إن إخبار نبي أمي غير كاتب ولا قارئ ، ولا راو ولا حافظ ، وهو نبينا عليه الصلاة والسلام ، عن تلك القصص ، دليل قاطع على نبوته ، وسمو رسالته ، وحرصه على نشر العلوم والمعارف ، وخفق ألوية الهدى والرشاد ، ودليل قبل كل شيء على أن هذا القرآن كلام الله ودستوره لبني البشر إلى يوم القيامة.