موقف الإنسان المؤمن والكافر عند النعمة والنقمة
(وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١))
الإعراب :
(وَلَئِنْ أَخَّرْنا) اللام للقسم ، والجواب : (لَيَقُولُنَ).
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا) اللام في (لَئِنْ) موطئة لقسم مقدّر ، وليست جوابا للقسم ، وإنما جوابه قوله : إنه ليئوس كفور. وأغنى جواب القسم عن جواب الشرط ، كما في قوله تعالى : (قُلْ : لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ ، لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) [الإسراء ١٧ / ٨٨] فرفع (لا يَأْتُونَ) على أنه جواب القسم الذي هيأته اللام ، وتقديره : والله لا يأتون. ولو كان جواب الشرط ، لكان مجزوما ، فلما رفع دل على أنه جواب القسم ، واستغني به عن جواب الشرط.
(أَلا يَوْمَ) منصوب بخبر (لَيْسَ) مقدم عليه ، وهو دليل على جواز تقديم خبرها عليها.
(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) في موضع نصب على الاستثناء من : (الْإِنْسانَ) ؛ لأن المراد به الجنس المفيد للاستغراق ، كقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) [العصر ١٠٣ / ٢]. وقوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [العاديات ١٠٠ / ٦]. و (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) [العلق ٩٦ / ٦]. وقيل : هو استثناء منقطع.
(أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) مبتدأ وخبر.