فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ تكفل الله بأرزاق المخلوقات ، وضمنها لهم تفضلا من الله تعالى لهم ، ورحمة بهم. وهذا دليل على اتصافه تعالى بالعدل والرحمة. ولكن الرزق مرتبط بالسعي والكسب والعمل ، كما قال تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً ، فَامْشُوا فِي مَناكِبِها ، وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك ٦٧ / ١٥].
٢ ـ علم الله عزوجل محيط شامل بكل مخلوقات الأرض ودوابها البرية والبحرية والجوية ، بدءا من وجود مادتها في الأصلاب والأرحام ، إلى ظهورها في ساحة الحياة الحركية ، إلى تنقلاتها وتحركاتها ومسيرها حيث تأوي إليه ، وإلى الموضع الذي تموت فيه فتدفن.
٣ ـ الله خالق السموات والأرض وما بينهما من كائنات حية ، وهاتان الآيتان : (وَما مِنْ دَابَّةٍ) و (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) تدلان على كمال علم الله تعالى وكمال قدرته.
٤ ـ العرش مع كونه أعظم من السموات والأرض كان على الماء. والله تعالى أمسك الماء لا على قرار ، والعرش الذي هو أعظم المخلوقات قد أمسكه الله تعالى فوق سبع سموات ، من غير دعامة تحته ، ولا علاقة فوقه.
٥ ـ الله خلق السموات لابتلاء واختبار المكلف ، وهذا يقتضي أن الله تعالى خلق هذا العالم الكبير لمصلحة المكلفين.
٦ ـ الواجب قطعا وعقلا حصول الحشر والنشر ، والاعتراف بالمعاد والقيامة ، لإقامة العدل بين الخلائق ، وللجزاء الذي يميز بين المحسنين والمسيئين ، فيجازى المحسن بالثواب والرحمة ، والمسيء بالعقاب والعذاب.