للناس جميعا ، سواء في تصحيح العقيدة وتقويم الأخلاق ، وتصحيح السلوك ، أو في الحياة المعيشية والاقتصادية.
وقد استفيد من فعل يوسف سلامة الخطة ونجاح سياسة التخطيط ، وتعليم الناس كيفية حفظ الحبوب من التسوس ، وهو إرشاد زراعي رفيع المستوى.
٧ ـ قال القرطبي : آية (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ ..) أصل في القول بالمصالح الشرعية التي هي حفظ الأديان والنفوس والعقول والأنساب والأموال ؛ فكل ما تضمن تحصيل شيء من هذه الأمور فهو مصلحة ، وكل ما يفوت شيئا منها فهو مفسدة ، ودفعه مصلحة ؛ ولا خلاف في أن مقصود الشرائع إرشاد الناس إلى مصالحهم الدنيوية ؛ ليحصل لهم التمكن من معرفة الله تعالى وعبادته الموصلتين إلى السعادة الأخروية ، ومراعاة ذلك فضل من الله عزوجل ، ورحمة رحم بها عباده ، من غير وجوب عليه ، ولا استحقاق (١).
٨ ـ كان إخبار يوسف عليهالسلام عن عام الإنقاذ والخصب بعد أربع عشرة سنة وحيا من الله وإلهاما له ، وتلك معجزة تدل على صدق نبوته.
٩ ـ دل قوله تعالى : (إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ) أي مما تحبسون أو تدخرون لتزرعوا ، على أن في استبقاء البذر تحصين الأقوات. وهو يدل أيضا على جواز احتكار الطعام إلى وقت الحاجة.
١٠ ـ قال القرطبي أيضا : هذه الآية أصل في صحة رؤيا الكافر ، وأنها تخرّج على حسب ما رأى ، لا سيما إذا تعلقت بمؤمن ؛ فكيف إذا كانت آية لنبي ، ومعجزة لرسول ، وتصديقا لمصطفى للتبليغ ، وحجة للواسطة بين الله جل جلاله وبين عباده (٢).
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٩ / ٢٠٣
(٢) المرجع السابق : ٩ / ٢٠٤