سَمِيًّا) أي إن الله خالق السموات والأرض ومالكهما وما بينهما ، وهو المدبر والحاكم والمتصرف الذي لا معقب لحكمه ، فاثبت على عبادة ربك ، واصطبر على العبادة والطاعة وما فيها من المتاعب والشدائد ، ولا تنصرف عنها بسبب إبطاء الوحي ، هل تعلم للرب مثلا أو شبيها ، يكون أهلا للعبادة؟ فهو الخالق والمدبر والرازق والمنعم بأصول النعم وفروعها من خلق الأجسام والحياة والعقل وما يحتاجه الإنسان وغيره ، فإنه لا يقدر على ذلك أحد سواه سبحانه.
والمراد بنفي العلم نفي الشريك على أي وجه ، والاستفهام للإنكار ، وهل بمعنى لا ، أي لا تعلم.
قال ابن عباس : ليس أحد يسمى الرحمن غيره تبارك وتعالى وتقدس اسمه.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيتان على أمرين :
الأول ـ إن الملائكة رسل الله بالوحي لا تنزل على أحد من الأنبياء والرسل من البشر إلا بأمر الله مدبر الكائنات في كل زمان ومكان ، والذي لا يغفل عن شيء ولا ينساه ، إذا شاء أن يرسل الملك أرسله.
الثاني ـ إن الله عزوجل هو رب السموات والأرض وخالقهما وخالق ما بينهما ، ومالكهما ومالك ما بينهما ، فكما إليه تدبير الأزمان ، كذلك إليه تدبير الأعيان ، وبما أنه المالك على الإطلاق فهو الذي وجبت عبادته ، ولا يستحقها أحد سوى المالك المعبود ، الذي ليس له ولد ولا نظير أو مثيل أو شبيه يستحق مثل اسمه الذي هو الله وهو الرحمن.
والعبادة : الطاعة بغاية الخضوع لله تعالى ، وما على الرسول وغيره من المؤمنين إلا الاشتغال بما أمر به والاستمرار عليه ، دون استبطاء شيء آخر.