المطهرون ، فقم فاغتسل أو توضأ ، فقام عمر رضياللهعنه وتوضأ وأخذ الكتاب فقرأ طه.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ ليس إنزال القرآن العظيم لإتعاب النفوس وإضناء الأجسام ، وإنما هو كتاب تذكرة ينتفع به الذين يخشون ربهم. وفي هذا رد على كفار قريش ـ كما تقدم في سبب النزول ـ الذين قالوا : ما أنزل الله هذا القرآن على محمد إلا ليشقى ، فأنزل الله تعالى طه.
ويوضح ذلك ما قاله الكلبي : لما نزل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الوحي بمكة ، اجتهد في العبادة ، واشتدت عبادته ، فجعل يصلي الليل كله زمانا حتى نزلت هذه الآية ، فأمره الله تعالى أن يخفف عن نفسه ، فيصلي وينام ، فنسخت هذه الآية قيام الليل ، فكان بعد هذه الآية يصلي وينام.
وهكذا لم يكن إنزال القرآن لإتعاب النفس في العبادة ، وإذاقتها المشقة الفادحة ، وإنما القرآن كتاب يسر ، وما بعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا بالحنيفية السمحة.
٢ ـ الله تعالى منزل القرآن هو خالق الأرض والسموات العليا ، وهو الرحمن المنعم بجلائل النعم ودقائقها الذي اعتلى عرشه ، فكان مطلق التصرف في الخلق والكون ، وله جميع ما في السموات وما في الأرض وما بينهما من الموجودات وما تحت الأرض من معادن وذخائر وأموال وغير ذلك ، والأرضون سبع والسموات سبع أيضا ، وهو العالم بكل شيء ، يستوي عنده السر والجهر وما هو أخفى من السر ، قال ابن عباس : السر : ما حدث به الإنسان غيره في خفاء ، وأخفى منه : ما أضمر في نفسه مما لم يحدث به غيره.