وأيضا جاء في القرآن الوحي لا بمعنى النبوة ، قال تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) [النحل ١٦ / ٦٨] وقال سبحانه : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) [المائدة ٥ / ١١١].
٤ ـ من عجائب فعل الله وتدبيره وصنعه أن ينجي الله موسى الرضيع من قتل فرعون ، وأن يتربى في بيت فرعون على مائدته ، وأن يكون سببا في هلاك فرعون وإغراقه في البحر مع ملئه وقومه.
٥ ـ معنى محبة الله تعالى لموسى : إيصال النفع إلى عباده ، بتهيئته للرسالة منذ الصغر ، واستمرار ذلك حال الكبر إلى آخر عمره.
٦ ـ ومن تدبير الله الخفي أن موسى الرضيع لم يقبل ثدي أحد من المراضع ، حتى أقبلت أخته المتجاهلة أمره ، فأخذته ووضعته في حجرها وناولته ثديها ، فمصه وفرح به ، فقالوا لها : تقيمين عندنا؟ فقالت : إنه لا لبن لي ، ولكن أدلكم على من يكفله وهم له ناصحون ، قالوا : ومن هي؟ قالت : أمي ، فقالوا : لها لبن؟ قالت : لبن أخي هارون ، وكان هارون أكبر من موسى بسنة ، وقيل : بثلاث ، وقيل : بأربع. وذلك أن فرعون رحم بني إسرائيل فرفع عنهم القتل أربع سنين ، فولد هارون فيها ، كما قال ابن عباس. فجاءت الأم فقبل ثديها.
٧ ـ ليس هناك في الدنيا بعد النبي أشد عاطفة من عاطفة الأم على ولدها ، بخلق الله وتقديره بإفرازها الحنان على ولدها من خلايا خاصة بها ، لذا حزنت أم موسى وقلقت على ابنها بعد إلقائه في البحر ، ولكن الله الرحيم بعباده رد إليها ابنها ، وأقر عينها ، وأزال حزنها وغمها.
٨ ـ لم يكن قتل موسى قبطيا كافرا عمدا ، وإنما كان خطأ ، وقبل النبوة حال الصغر ، قال كعب كما روى مسلم في صحيحة : وكان إذ ذاك ابن اثنتي عشرة سنة.