٧ ـ دل قوله تعالى : (لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) على أن الله عالم بكل المعلومات ، وهو اللفظ الأول ، وعلى بقاء ذلك العلم أبد الآباد ، وهو إشارة إلى نفي التغير ، وهو اللفظ الثاني.
٨ ـ من نعم الله تعالى أن جعل الأرض رغم كرويتها الكلية ممهدة كالفراش ، وقرارا للاستقرار عليها ، لتصلح للعيش عليها.
٩ ـ ظاهر آية (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ..) يدل على أنه سبحانه إنما يخرج النبات من الأرض بواسطة إنزال الماء ، فيكون للماء فيه أثر ، وهذا التأثير على تقدير أن الله تعالى هو الذي أعطى الماء هذه الخواص والطبائع ، فيكون الماء المنزل سبب خروج النبات في الظاهر.
١٠ ـ إن إخراج أصناف من النبات المختلفة الأنواع والألوان من الأرض دليل واضح على قدرة الله تعالى ووجود الصانع. وإن جعل بعض النبات صالحا للإنسان وآخر للحيوان : (كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ) من أجل النعم على الإنسان ، ومما يقتضي التأمل والتفكير عند ذوي العقول الصحيحة.
١١ ـ ما أعظم خيرات الأرض ، وما أحوج الناس إليها! فالله خلقنا منها ، ويعيدنا إليها بعد الموت ، ويخرجنا منها للبعث والحساب. أما كيفية الإخراج من الأرض فهو أن الله تعالى خلق أصلنا وهو آدم عليهالسلام من التراب ، فكنا تبعا له ، وأما استمرار الخلق فهو أن تولد الإنسان من النطفة ودم الطمث ، وهما يتولدان من الأغذية ، والغذاء إما حيواني أو نباتي ، والحيواني ينتهي إلى النبات ، والنبات إنما يحدث من امتزاج الماء والتراب.