عليهالسلام : موعد الاجتماع يوم العيد (عيد النيروز) الذي يتزين فيه الناس ، وفي وقت الضحى ، ليكون الاجتماع عاما في يوم يفرغ فيه الناس من أعمالهم ، ويجتمعون جميعا ، ويتحدثون بنتيجة المبارزة ، فتظهر الدعوة ، وتعلو كلمة الحق ، ويزهق الباطل ، وليكون الضوء غالبا ، وفي نشاط أول النهار ، فلا يشكوا في المعجزة ، ويشاهدوا قدرة الله على ما يشاء ، ومعجزات الأنبياء ، وبطلان معارضة السحر لخوارق العادات النبوية.
واختيار هذا الوعد دليل على الثقة بالنصر ، وسبيل لإيضاح الحجة.
فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات ما يأتي :
١ ـ لم يبق عذر لفرعون في كفره ، بعد إرسال موسى وهارون رسولين إليه ، وتأييدهما بالمعجزات الدالة على نبوة موسى ، وإبدائهما البراهين والدلائل والحجج على وحدانية الله وقدرته ، وهذا يدل على أنه كفر عنادا ؛ لأنه رأى الآيات عيانا لا خبرا ، واقتنع بها في أعماق نفسه ، كما قال سبحانه : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) [النمل ٢٧ / ١٤].
٢ ـ حاول فرعون تأليب قومه وتحريضهم على معاداة موسى وطرده ، باتهامه بأنه بحسب عقلية الحاكم يريد إخراج الناس من مصر ، والاستيلاء على السلطة.
٣ ـ وحاول أيضا إبطال المعجزات النبوية بالسحر ، ظنا منه أن ما جاء به موسى من الآيات سحر يوهم الناس به لاتباعه والإيمان به ، فإذا عورض السحر بمثله ، تبين للناس أن ما أتى به موسى ليس من عند الله.
٤ ـ طلب فرعون من موسى تعيين يوم معلوم ومكان معروف لا يخلف فيه أحد الطرفين الوعد ، إيهاما للناس بمدى الثقة به ، وبكمال اقتداره ، وإنهاء دعاوى موسى في يوم مشهود للجميع.