ويتفكرون في أن هذا العجل لا يكلمهم ، ولا يملك لهم ضرا يدفعه عنهم ولا نفعا يجلبه لهم ، فكيف يكون إلها؟!.
أما الذي يعبده موسى عليهالسلام فهو يضر وينفع ويعطي ويمنع.
١١ ـ دل قوله تعالى : (أَفَلا يَرَوْنَ ..) على وجوب النظر في معرفة الله تعالى ، كما في آية أخرى : (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً) [الأعراف ٧ / ١٤٨]. وهو قريب في المعنى من قوله تعالى في ذم عبدة الأصنام : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها) [الأعراف ٧ / ١٩٥].
ـ ١٢ ـ
معاتبة موسى لهارون على تأليه العجل وإلقائه في البحر
وتوحيد الإله الحق
(وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (٩٠) قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى (٩١) قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣) قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤) قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ (٩٥) قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦) قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ