فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يلي :
١ ـ نزل القرآن بلغة العرب ، فهو فخر وشرف لهم إلى الأبد ، كما قال تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) [الزخرف ٤٣ / ٤٤].
٢ ـ اشتمل القرآن على ما فيه كفاية لجميع مستويات البشر ، الأخيار والأشرار ، من التخويف والتهديد ، والثواب والعقاب ، والعبرة والعظة ، حتى يخاف الناس ربهم ، فيجتنبوا معاصيه ، ويحذروا عقابه.
٣ ـ عظم الله القرآن وعظم ذاته ، فلما عرف تعالى العباد عظيم نعمه ، وإنزال القرآن ، نزه نفسه عن الأولاد والأنداد ، جل الله عن ذلك ، فهو الملك المتصرف في الأكوان ، الحق ، أي ذو الحق ، وتقدس لأنه هو حق ثابت دائم لا يتغير ، ووعده حق ، ووعيده حق ، ورسله حق ، والجنة حق ، وكل شيء منه حق.
٤ ـ علم الله نبيه كيف يتلقى القرآن ، قال ابن عباس : كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يبادر جبريل ، فيقرأ قبر أن يفرغ جبريل من الوحي ، حرصا على الحفظ ، وشفقة على القرآن مخافة النسيان ، فنهاه الله عن ذلك ، وأنزل : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ). وهذا كقوله : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) [القيامة ٧٥ / ١٦].
٥ ـ أمر الله نبيه بأن يدعو بقوله : (رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) أي فهما. قال الحسن البصري : نزلت في رجل لطم وجه امرأته ، فجاءت إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تطلب القصاص ، فجعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لها القصاص ، فنزل (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) [النساء ٤ / ٣٤] ولهذا قال : (وَقُلْ : رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) أي فهما ومعرفة ؛ لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم حكم بالقصاص وأبى الله ذلك ، لكن قال الرازي : وهذا