أهل بيت صالحين : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ، ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) [آل عمران ٣ / ٣٣ ـ ٣٤].
(يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ ، وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) أي يا شبيهة هارون في العبادة ، أو يا من أنت من نسل هارون أخي موسى ، كما يقال للتميمي : يا أخا تميم ، وقيل : هارون هذا رجل صالح في ذلك الوقت ، أنت من بيت طيب طاهر معروف بالصلاح والعبادة ، فكيف تأتين بمثل هذا؟ ما كان أبوك بالفاجر ، وما كانت أمك بالزانية البغي ، فمن أين يأتيك السوء ، ومن أين لك هذا الولد؟!!
أخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن المغيرة بن شعبة قال :
«بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أهل نجران ، فقالوا : أرأيت ما تقرؤون : يا أخت هرون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال : فرجعت ، فذكرت ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم». وهذا يرشد إلى أن هارون هو رجل صالح في زمان مريم وعيسى عليهماالسلام. ويستفاد من هذا جواز التسمية بأسماء الأنبياء.
(فَأَشارَتْ إِلَيْهِ ، قالُوا : كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) أي فأشارت مريم إلى عيسى أن يكلمهم ، وقد اكتفت بالإشارة ولم تأمره بالنطق ، لأنها نذرت للرحمن صوما عن الكلام ، فقالوا لها متهكمين بها ، ظانين أنها تزدري بهم تهزأ : كيف نكلم طفلا ما يزال في المهد ، أي فراش الرضيع؟
وهنا ظهرت المعجزة الكبرى بنطق الرضيع ووصف نفسه بتسع صفات هي :
١ ـ (قالَ : إِنِّي عَبْدُ اللهِ) قال عيسى : إني عبد تام العبودية لله الكامل الصفات ، الذي لا أعبد غيره ، فكان أول ما نطق به الاعتراف بالعبودية لربه ،