زكريا أبو يحيى عليهماالسلام. وكان زكريا زوجا لخالة مريم أو لأختها ، فنشأت مريم على الطهارة والعبادة والبعد عن الدنس.
ولما بلغت مبلغ النساء جاءها جبريل ، فتعوذت منه ، فأعلمها أنه مرسل من عند الله ، ليهب لها غلاما زكيا ، وتم حملها بنفخة منه في جيب قميصها ، فدخلت في جوفها ، ومرت بجميع أدوار الحمل إلى أن ولدته في بيت لحم ، والراجح أن مدة حملها تسعة أشهر ، بحسب الغالب. وهذا الحمل استثناء مما هو حادث عادة ، ليكون دليلا على قدرة الله تعالى ، بخلق إنسان بلا أب ، خلافا للمعتاد ، لأن الخالق الحقيقي هو الله عزوجل ، سواء مع اتخاذ الأسباب أم لا.
وقد ختن المسيح بعد ثمانية أيام من ولادته ، كما تقرّر الشريعة اليهودية ، وقد أمر الله إبراهيم بالختان.
ولما أمر هيرودس حاكم فلسطين بقتل كل طفل في بيت لحم ، أمر يوسف النجار في منامه بأن يذهب بالطفل وأمه إلى مصر ، فقام من فوره ، وأخذ الطفل وأمه ، وذهب بهما إلى مصر ، وأقاموا بها ، إلى أن مات هيرودس.
ثم عادوا إلى فلسطين ، وكان الطفل قد بلغ سبع سنين من العمر ، فتربى في الناصرة ، ولما بلغ اثني عشر عاما ، جاء مع أمه ويوسف إلى أورشليم ، للصلاة بحسب شريعة موسى ، وفي اليوم الثالث بعد ضياعه ، وجد عيسى يحاج علماء اليهود ، ثم عاد مع أمه ويوسف إلى الناصرة.
ولما بلغ يسوع ثلاثين سنة من العمر ، صعد إلى جبل الزيتون مع أمه ليجني زيتونا ، وبينما كان يصلي في الظهيرة ، تلقى الإنجيل من الملاك جبريل عليهالسلام ، وهذا كنبوة يحيى خلافا للغالب في أن النبوة تكون بعد الأربعين.