كنّا أتباعا لكم في الدنيا فيما دعوتمونا إليه من الشرك ، فهل أنتم الآن متحملون عنّا جزءا من العذاب؟
٢ ـ أجاب الكبراء : إنا نحن وأنتم جميعا في نار جهنم ، وإن الله قضى بين العباد ، وأخذ كل واحد منا ما يستحقه ، ولا يؤاخذ أحد بذنب غيره ، فكل منا كافر.
٣ ـ لما يئس الكفار من بعضهم طلبوا من خزنة جهنم وهم ملائكة العذاب أن يدعوا لهم ربّهم بأن يخفف عنهم شيئا من عذاب جهنم ، ولو يوما واحدا.
فردت عليهم الخزنة : ألم تأتكم الرسل بالبيّنات الدالة على طريق النجاة ، والحيلولة بينكم وبين سوء العاقبة؟! وهذا دليل على أن الواجب لا يتحقق إلا بعد مجيء الشرع ، فلا تكليف قبل إرسال الرسل وإنزال الشرائع ، ولا عقاب أيضا ، كما قال تعالى : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء ١٧ / ١٥].
٤ ـ ثم قال الملائكة خزنة جهنم للكفار : ادعوا أنتم ، فإنا لا نجترئ على ذلك ، ولا نشفع إلا بشرطين :
أحدهما ـ كون المشفوع له مؤمنا.
والثاني ـ حصول الإذن في الشفاعة ، ولم يوجد واحد من هذين الشرطين.
لكن ادعوا أنتم ، للدلالة على الخيبة ، لا لرجاء النفع ، ثم يصرّحون لهم بأنه لا أثر لدعائهم (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) أي خسار وبطلان وزوال.