بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر ١٥ / ٤٤] وإنكم مخلدون فيها أبدا على الدوام ، فبئس المنزل والمأوى الذي فيه الهوان والعذاب الشديد لمن استكبر عن آيات الله واتباع دلائله وحججه.
فقه الحياة أو الأحكام :
يؤخذ من الآيات ما يأتي :
١ ـ من العجب العجاب أن المشركين الذين يجادلون في آيات الله بغير حق ويكذبون بها يصرفون عن الهدى إلى الضلال ، وعن الحق إلى الباطل.
٢ ـ سيعلمون عما قريب بطلان ما هم فيه إذا دخلوا النار ، وغلّت أيديهم إلى أعناقهم ، وسحبوا بالسلاسل في الحميم ، أي الماء المسخن بنار جهنم ، وأحاطت بهم النار إحاطة تامة.
٣ ـ تقول لهم الملائكة بعد دخولهم النار تقريعا وتوبيخا : أين أصنامكم التي كنتم تعبدونها من دون الله ، ما لكم لا تنصرون بها اليوم؟
فأجابوا : لقد هلكوا وذهبوا عنا ، وتركونا في العذاب ، فلا نراهم ولا نستشفع بهم. ثم اعترفوا بأن عبادتهم الأصنام كانت باطلة ، فإنها ليست بشيء ، لأنها لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ، وهكذا تبين لهم أنهم لم يكونوا شيئا ، كما تقول : حسبت أن فلانا شيء ، فإذا هو ليس بشيء ، إذا جربته ، فلم تجد عنده خيرا (١). وقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم قالوا : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) [الأنعام ٦ / ٢٣].
٤ ـ قال الله تعالى عقب هذا الاعتراف : (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ) أي كما فعل بهؤلاء من الإضلال ، يفعل بكل كافر ، وهو إضلال لا توفيق فيه عن
__________________
(١) تفسير الرازي : ٢٧ / ٨٧