ثم يسألون سؤال تقريع وتبكيت وتوبيخ عن أصنامهم المعبودة ، فقال تعالى : (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ : أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللهِ؟ قالُوا : ضَلُّوا عَنَّا ، بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً ، كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ) أي يقال لهم من قبل الملائكة تقريعا لهم وتوبيخا : أين الأصنام والشركاء التي كنتم تعبدونها من دون الله ، ما لهم لا ينقذونكم مما أنتم فيه ، وينصرونكم اليوم وقت المحنة؟
قالوا مجيبين : غابوا عنا وذهبوا فلم ينفعونا ، وفقدناهم فلا نراهم ، والحق أننا لم نكن نعبد شيئا ، أي تبينا أننا لم نكن نعبد شيئا ينفع ، لأنه لا يبصر ولا يسمع ، ولا يضر ولا ينفع ، وذاك الذي صدر عنهم اعتراف صريح بأن عبادتهم إياها كانت باطلة.
ومثل ذلك الضلال يضل الله الكافرين حيث عبدوا هذه الأصنام التي أوصلتهم إلى النار ، أي هكذا يتبين بطلان جميع أعمال الكافرين ، وتنقطع العلائق والصلات بين العابدين والمعبودين.
ثم أبان الله تعالى سبب تعذيبهم فقال :
(ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ، وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) أي ذلكم العذاب والإضلال بسبب ما كنتم تظهرون في الدنيا من الفرح بمعاصي الله ، والسرور بمخالقة رسله وكتبه ، وبسبب ما كنتم تبطرون وتأشرون وهو جزاء المرح بغير الحق وهو الشرك وعبادة الأوثان.
ثم أوضح لهم نوع الجزاء تبكيتا وتوبيخا وتيئيسا لهم من تفادي العذاب ، فقال :
(ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ ، خالِدِينَ فِيها ، فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) أي ادخلوا أبواب جهنم السبعة المقسومة لكم ، كما قال تعالى : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ، لِكُلِ