الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (٤٧) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤٨))
الإعراب :
(اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) : (الَّتِي) معطوف بالنصب على (الْأَنْفُسَ) أي ويتوفى التي لم تمت في منامها. (وَيُرْسِلُ الْأُخْرى) أي الأنفس الأخرى : وهي التي لم يقض عليها الموت ، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ، و (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) منصوب ب (يُرْسِلُ).
(.. الشَّفاعَةُ جَمِيعاً جَمِيعاً) حال من (الشَّفاعَةُ). وإنما قال (جَمِيعاً) و (الشَّفاعَةُ) واحد في لفظه ، لأنه مصدر ، والمصدر يدل على الجمع ، كما يدل على الواحد ، فحمل جميع على المعنى ، والحمل على المعنى كثير في كلامهم.
(وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ) إما منصوب على المصدر ، بحذف الزيادة ، لأن أصله «أوحد إيحادا» أو على الحال أو على الظرف ، والوجه الأول أوجه الوجوه. و (إِذا) الأولى والثانية شرطيتان ، والثانية فجائية كالفاء التي تربط الجواب بالشرط.
البلاغة :
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ) استفهام إنكار.
(الْغَيْبِ) و (الشَّهادَةِ) بينهما طباق ، وكذا بين (اهْتَدى) و (ضَلَ وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ..) فيها مقابلة بين الله تعالى والأصنام ، وبين الاستبشار والاشمئزاز. والمقابلة : أن يؤتى بمعنيين أو أكثر ، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب ، وهو من المحسنات البديعية.
المفردات اللغوية :
(إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ) نزلنا عليك القرآن لأجل الناس ، ليحقق مصالحهم الدنيوية والأخروية. (بِالْحَقِ) متعلق بانزلنا أي ملتبسا بالحق ملازما له.