(وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ، ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) أي وزيّنّا سماء الدنيا بكواكب منيرة مضيئة مشرقة على أهل الأرض ، متلألئة عليها كتلألئ المصابيح ، وخلقنا المصابيح زينة وحفظا من الشياطين الذين يسترقون السمع ، وحفظناها من الاضطراب في سيرها ، ومن اصطدام بعضها ببعض ، فهي تسير في نظام محكم وعلى منهج ثابت.
ذلك النظام البديع هو من ترتيب الله القادر على صنع كل شيء ، والذي يعلم كل شيء ، فهو القوي القاهر الذي غلب كل شيء وقهره ، وهو العليم بمصالح العباد وبحركاتهم وسكناتهم.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلّت الآيات على ما يأتي :
١ ـ أمر الله تعالى بتوبيخ الكفار المشركين والتّعجب من فعلهم وكفرهم بالله الذي هو خالق السموات والأرض ، واتّخاذهم الأضداد والشركاء من الأصنام وغيرها معبودات مع الله الذي خلقها وخلق جميع العوالم من الملائكة والإنس والجن وغيرهم ، وخلق الأرض في يومي الأحد والاثنين.
٢ ـ إن الخلق والتكوين والإبداع هو دليل قاطع على وجود الله وكمال قدرته وحكمته وعلمه الشامل.
٣ ـ والله تعالى أيضا هو الذي جعل في الأرض جبالا ثوابت مرتفعة عليها ، وبارك فيها بما خلق فيها من المنافع ، وقدّر أرزاق أهلها ومصالحهم ، وذلك في يومي الثلاثاء والأربعاء ، فذلك تمام الأيام الأربعة مع اليومين المتقدمين في خلق الأرض ، وهي أيام أربعة مستوية لا زيادة فيها ولا نقصان ، للسائلين وغير السائلين ، أي خلق الأرض وما فيها لمن سأل ولمن لم يسأل ، ويعطي من سأل ومن لا يسأل.