التفسير والبيان :
يخبر الله تعالى عن هول يوم القيامة وما فيه من الآيات العظيمة الباهرة الدالة على كمال القدرة وتمام العظمة الإلهية ، فيقول :
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى ، فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) أي هذه هي النفخة الأولى للموت ، حيث ينفخ إسرافيل في الصور الذي هو بوق أو قرن ، فيموت من الفزع وشدة الصوت أهل السموات والأرض ، والصعق : الموت في الحال.
إلا من شاء الله ألا يموت حينئذ كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل نفسه الذين يموتون بعد ذلك. قال قتادة : لا ندري من هم؟.
ثم ينفخ فيه نفخة أخرى للبعث من القبور ، فيقوم الخلق كلهم أحياء على أرجلهم ينظرون أهوال القيامة وما يقال لهم أو ينتظرون ما يفعل بهم ، بعد أن كانوا عظاما ورفاتا ، كما قال تعالى : (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ ، فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) [النازعات ٧٩ / ١٣ ـ ١٤] وقال سبحانه : (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ ، فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ، وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء ١٧ / ٥٢] وقال جل وعلا : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ ، إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) [الروم ٣٠ / ٢٥].
ثم ذكر الله تعالى بعض أحوال يوم القيامة :
١ ـ (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) أي أضاءت أرض المحشر وأنارت بتجلي الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء ، وبما أقامه الله من العدل بين أهلها ، وما قضى به من الحق بين عباده.
٢ ـ (وَوُضِعَ الْكِتابُ) أي وضعت كتب وصحائف أعمال بني آدم بين