أنه سريع الحساب ، وذلك يدل على أنه يصل إليهم ما يستحقونه في الحال.
وقد روى مسلم في صحيحة حديثا في بيان منع الظلم في الحساب عن أبي ذر رضياللهعنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيما يحكي عن ربه عزوجل أنه قال : «يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرّما ، فلا تظالموا ـ إلى أن قال ـ يا عبادي ، إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله تبارك وتعالى ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».
فقه الحياة أو الأحكام :
يؤخذ من الآيات ما يأتي :
١ ـ إن الله تعالى يحب الخير لعباده ويكره الكفر والشر لهم ، لذا كان مقته وبغضه للكفار في وقت تعذيبهم بالنار أشد من بغضهم أنفسهم في ذلك الوقت ، لأنها أوبقتهم في المعاصي.
٢ ـ احتج أكثر العلماء بآية : (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) في إثبات عذاب القبر ، بناء على تفسير السدّي : أنهم أميتوا في الدنيا ، ثم أحياهم في القبور للسؤال ، ثم أميتوا ثم أحيوا في الآخرة. وإنما جنح إلى هذا التفسير ، لأن لفظ الميت لا ينطلق في العرف على النطفة. ولو كان الثواب والعقاب للروح دون الجسد فما معنى الإحياء والإماتة؟.
كذلك تدل هذه الآية على حصول الحياة في القبر.
٣ ـ يعترف الكفار بذنوبهم واستحقاقهم العقاب يوم القيامة ، ويندمون على ذلك ، لكن لا ينفعهم فيه الندم والاعتراف.
٤ ـ يطلب الكفار الرجوع إلى الدنيا للإيمان والطاعة ، ولكن لا رجعة لهم.