(ما يُفْعَلُ بِي ما) : إما موصولة منصوبة أو استفهامية مرفوعة.
(وَكَفَرْتُمْ بِهِ) جملة حالية.
(وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ ..) أدغمت الدال من (شَهِدَ) في الشين من (شاهِدٌ) لقرب الدال من الشين ، كما يجوز إدغام الثاء والسين والضاد في الشين ، فالثاء كقوله تعالى: (حَيْثُ شِئْتُمْ) والسين كقوله تعالى : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) والضاد كقوله تعالى : (لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ). وإنما أدغمت هذه الأحرف في الشين ، ولم يدغم الشين في هذه الأحرف ، لأنها أزيد صوتا منها ، لما فيها من التفشي.
البلاغة :
(أَمْ يَقُولُونَ أَمْ) : بمعنى «بل» الإضرابية ، والإضراب : الانتقال من معنى لآخر ، والهمزة للإنكار.
(بِما تُفِيضُونَ فِيهِ) استعارة تبعية ، استعمل الإفاضة في الأخذ في الشيء والاندفاع فيه.
(وَشَهِدَ شاهِدٌ) بينهما جناس الاشتقاق.
المفردات اللغوية :
(عَلَيْهِمْ) أي على أهل مكة (آياتُنا) القرآن (بَيِّناتٍ) واضحات ظاهرات (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة (لِلْحَقِ) أي آيات القرآن والمعنى في شأن الحق ولأجله (لَمَّا جاءَهُمْ) حينما جاءهم من غير نظر وتأمل (هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) ظاهر بطلانه.
(أَمْ يَقُولُونَ) أي بل أيقولون ، والهمزة الاستفهامية للإنكار ، والمراد : الإضراب عن تسميتهم إياه سحرا إلى ذكر ما هو أشنع منه وإنكار له وتعجيب (افْتَراهُ) أي اختلقه وهو القرآن (قُلْ : إِنِ افْتَرَيْتُهُ) على سبيل الافتراض (مِنَ اللهِ) من عذابه (شَيْئاً) أي إن عاجلني الله بالعقوبة ، فلا تقدرون على دفع شيء منها ، فكيف أجترئ عليه ، وأعرّض نفسي للعقاب من غير توقع نفع ، ولا دفع ضرّ من قبلكم (تُفِيضُونَ) تندفعون وتقولون في القرآن من القدح والطعن والتكذيب (كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) يشهد لي بالصدق والبلاغ ، وعليكم بالكذب والإنكار ، وهو وعيد بالجزاء على إفاضتهم في آيات القرآن (الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الكثير المغفرة والرحمة ، وهو وعد بالمغفرة والرحمة لمن تاب وآمن ، وإشعار بحلم الله ، فلم يعاجلهم بالعقوبة.
(بِدْعاً) أو بديعا ، أي مبتدعا ليس له مثال أو سابقة ، وقرئ : بدعا جمع بدعة (مِنَ الرُّسُلِ) أي لست أول مرسل ، فقد سبق قبلي كثيرون منهم ، فكيف تكذبونني؟ (وَما أَدْرِي