(مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) من آدم وحواء عليهماالسلام ، أو من أب وأم ، فالكل سواء في ذلك ، فلا وجه للتفاخر بالنسب ما دام أصلهم واحدا (شُعُوباً) جمع شعب : وهم الجماعة من الناس التي لها وطن خاص ، أو من أصل واحد كربيعة ومضر ، وهو يجمع القبائل وأعم منها. (وَقَبائِلَ) جمع قبيلة : وهي ما دون الشعب. وطبقات النسل عند العرب سبع : الشعب ، ثم القبيلة ، ثم العمارة ، ثم البطن ، ثم الفخذ ، ثم الفصيلة ، ثم العشيرة ، مثاله : خزيمة : شعب ، وكنانة : قبيلة ، وقريش : عمارة ، وقصي : بطن ، وعبد مناف : فخذ ، وهاشم : فصيلة ، والعباس : عشيرة.
(لِتَعارَفُوا) ليعرف بعضكم بعضا ، لا للتفاخر بالآباء والقبائل ، فلا تتفاخروا بعلو النسب ، وإنما الفخر بالتقوى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) بالتقوى تكمل النفوس وتتفاضل الأشخاص ، والتقوى : التزام المأمورات واجتناب المنهيات (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) أي عليم بكم وبكل شيء ، خبير ببواطنكم وأسراركم كجهركم.
سبب النزول :
نزول الآية (١١):
(لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) : قال الضحاك : نزلت في وفد بني تميم الذين تقدم ذكرهم في بيان سبب نزول الآية الأولى من هذه السورة ، استهزءوا بفقراء الصحابة ، مثل عمّار وخبّاب وابن فهيرة وبلال وصهيب وسلمان وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم ، لما رأوا من رثاثة حالهم ، فنزلت في الذين آمنوا منهم. وقال مجاهد : هو سخرية الغني من الفقير. وقال ابن زيد : لا يسخر من ستر الله عليه ذنوبه ممن كشفه الله ، فلعل إظهار ذنوبه في الدنيا خير له في الآخرة. وقيل : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس عيّره رجل بأم كانت له في الجاهلية ، فنكس الرجل استحياء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقيل : نزلت في عكرمة بن أبي جهل حين قدم المدينة مسلما ، وكان المسلمون إذا رأوه قالوا : ابن فرعون هذه الأمة ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت.