إعادة الحياة بعد الممات ، فأقسم الله بالقرآن المجيد قائلا : (ق ، وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ، فَقالَ الْكافِرُونَ : هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ ، أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ، ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ..).
ومن أجل الاستدلال على قدرة الله الباهرة على البعث وغيره ، حثّت الآيات بعدئذ على التأمل في صفحة الكون ، والنظر في السماء وبنائها وزينتها ، وفي الأرض وجبالها وزروعها ونباتاتها وأمطارها : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ ..) الآيات.
ثم أثارت دواعي التفكر وأقامت العبر والعظات في إهلاك الأمم السابقة المكذبة بالرسل ، كقوم نوح وأصحاب الرسّ وثمود وعاد وفرعون ولوط وأصحاب الأيكة قوم شعيب وقوم تبّع ، تحذيرا لكفار مكة أن يصيبهم مثلما أصاب غيرهم : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ..) الآيات.
وانتقلت الآيات للحديث عن الإنسان ومسئوليته وملازمة الملكين له لرصد أعماله وأقواله ومراقبة أحواله ، وطيّ صحيفته بسكرة الموت ، وتعرضه لأهوال الحشر وأهوال الحساب : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ .. وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) الآيات ، وأعقبت كل ذلك بضرورة العبرة والتذكر بتلك الأحداث الكبرى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى ..).
وختمت السورة الكريمة بمشاهد عظيمة ، من خلق السموات والأرض وما بينهما ، وسماع صيحة الحق للخروج من القبور ، وتشقق الأرض عن الأموات سراعا ، وتخلل ذلك أمر الرسول وأتباعه بالصبر والتسبيح آناء الليل وأطراف النهار ، وعدم المبالاة بإنكار المشركين البعث وتهديدهم عليه ، والتذكير بالقرآن من وعيد الله وعقابه : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ .. وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ .. نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ ..) الآيات.