(كَذلِكَ الْخُرُوجُ) تشبيه مرسل مجمل ، شبه إحياء الموتى بإخراج النبات من الأرض الميتة.
المفردات اللغوية :
(ق) حرف هجاء ، يقرأ هكذا : قاف ، بإسكان القاف. للتنبيه على إعجاز القرآن وعلى خطورة ما يتلى بعده من الأحكام والأحداث. قال أبو حيان : (ق) : حرف هجاء ، وقد اختلف المفسرون في مدلوله على أحد عشر قولا متعارضة ، لا دليل على صحة شيء منها ، فاطّرحت نقلها في كتابي هذا.
(وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) قسم من الله تعالى بالقرآن ذي المجد والشرف على سائر الكتب ، ولكثرة ما فيه من الخير الدنيوي والأخروي ، قال الراغب : المجد : السعة في الكرم. (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب ، وهو أن ينذرهم ويخوفهم بالنار بعد بعث رسول من أنفسهم ومن جنسهم. (فَقالَ الْكافِرُونَ : هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ) أي هذا الإنذار ، وهو حكاية لتعجبهم ، قال البيضاوي : وهذا إشارة إلى اختيار الله تعالى محمدا صلىاللهعليهوسلم للرسالة ، وإضمار ذكرهم ، ثم تسجيل الكفر عليهم بذلك.
(أَإِذا مِتْنا) أي أنبعث أو نرجع إذا متنا. (ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) أي ذلك البعث بعث أو رجوع بعد الموت في غاية البعد عن التصديق والإمكان والعادة. (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ) تأكل من أجسادهم بعد موتهم ، وهو ردّ لاستبعادهم. (وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ) هو اللوح المحفوظ ، والحافظ لجميع الأشياء المقدرة وتفاصيلها كلها ، وهو تأكيد لعلمه بما يحدث.
(بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِ) أي بالنبوة الثابتة بالمعجزات وبالقرآن. (فَهُمْ) في شأن القرآن والنّبي صلىاللهعليهوسلم (فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) مضطرب ، وهو قولهم تارة : إنه شاعر وشعر ، وتارة : إنه ساحر وسحر ، وتارة : إنه كاهن وكهانة.
(أَفَلَمْ يَنْظُرُوا) حين كفروا بالبعث (إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ) إلى آثار قدرة الله تعالى في خلق العالم. (كَيْفَ بَنَيْناها) رفعناها بلا عمد. (وَزَيَّنَّاها) بالكواكب. (وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ) شقوق وفتوق تعيبها.
(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) بسطناها أي بحسب نظر الإنسان الجزئي إلى الموقع الجغرافي الذي يعيش فيه ، لا بالنظرة الكلية الشاملة للأرض ، فهي كروية ، كما أثبت العلم القديم والحديث ، وبخاصة بعد غزو الفضاء وإطلاق الصواريخ ورؤية روّاد الفضاء أنها كرة معلّقة في هذا الكون. (رَواسِيَ) أي جبالا ثوابت لحفظ الأرض من الاضطراب. (زَوْجٍ) صنف من النبات. (بَهِيجٍ) حسن مبهج.