المفردات اللغوية :
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) أنث الفعل (كَذَّبَتْ) لمعنى قوم (وَأَصْحابُ الرَّسِ) أصحاب بئر لم تطو أي لم تبن ، كانوا مقيمين عليها بمواشيهم ، يعبدون الأصنام ، وهم قوم باليمامة ، وقيل : أصحاب الأخدود ، ونبيهم المزعوم : حنظلة بن صفوان أو غيره (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) الغيضة الكثيفة الملتفة الشجر ، وهم قوم شعيب عليهالسلام (وَقَوْمُ تُبَّعٍ) الحميري ملك اليمن ، أسلم ودعا قومه إلى الإسلام ، فكذّبوه (كُلٌ) من المذكورين ، أي كل واحد أو قوم منهم ، أو جميعهم (كَذَّبَ الرُّسُلَ) إفراد الضمير لإفراد لفظه (فَحَقَّ وَعِيدِ) وجب نزول العذاب على الجميع ، وحل عليهم وعيدي. وفيه تسلية للرسول صلىاللهعليهوسلم وتهديد لهم ، أي فلا يضيق صدرك من كفر قريش بك.
(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة؟ لم نعي به ، فلا نعيا بالإعادة ، من العيّ عن الأمر : العجز عنه (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) بل هم في شك وحيرة من البعث ، أي هم لا ينكرون قدرتنا على الخلق الأول ، بل هم في خلط وشبهة من خلق مستأنف ، لما فيه من مخالفة العادة. وتنكير كلمة (بِالْخَلْقِ) لتعظيم شأنه والإشعار بأنه على وجه غير متعارف ولا معتاد.
المناسبة :
بعد بيان تكذيب مشركي قريش والعرب للنبي صلىاللهعليهوسلم ، ذكّرهم الله تعالى وهددهم بما عاقب به أمثالهم من المكذبين قبلهم في الدنيا كقوم نوح وغيرهم ، تسلية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم. ثم ذكر تعالى دليلا جديدا على البعث وهو خلق الأنفس في بداية أمر الخلق.
التفسير والبيان :
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ، وَأَصْحابُ الرَّسِّ ، وَثَمُودُ ، وَعادٌ ، وَفِرْعَوْنُ ، وَإِخْوانُ لُوطٍ ، وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ ، وَقَوْمُ تُبَّعٍ ، كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ، فَحَقَّ وَعِيدِ) أي إن الله سبحانه هدد كفار قريش بأن يعاقبهم بمثل ما عاقب به الأمم السابقة قبلهم ، الذين كذبوا رسلهم ، فعذبهم الله إما بالطوفان كقوم نوح عليهالسلام ، أو بالغرق في البحر كقوم فرعون ، أو بريح صرصر عاتية كعاد قوم هود ، أو