وهو أيضا من رجع إلى الله بقلب مخلص في طاعة الله ، ولقي الله عزوجل يوم القيامة بقلب سليم إليه ، خاضع لديه.
(ادْخُلُوها بِسَلامٍ ، ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) أي ويقال لهم : ادخلوا الجنة بسلامة من العذاب ، ومن زوال النعم ، ومن كل المخاوف ، أو مسلّما عليكم من الله وملائكته ، ذلك اليوم الذي تدخلون فيه هو يوم الخلود الدائم أبدا ، الذي لا موت بعده ، ولا تحوّل عنه.
(لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها ، وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) أي لهؤلاء المتقين الموصوفين بما ذكر كل ما يريدون في الجنة ، وتشتهيه أنفسهم ، وتلذ أعينهم ، من أنواع الخير ، وأصناف النعم بحسب رغبتهم ، فمهما اختاروا وجدوا ومن أي أصناف الملاذ طلبوا أحضر لهم. ولدينا مزيد من النعم التي لم تخطر لهم على بال ، ولا مرت لهم في خيال ، كقوله عزوجل : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [يونس ١٠ / ٢٦] جاء في صحيح مسلم عن صهيب بن سنان الرومي : أنها النظر إلى وجه الله الكريم.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ إن في وصف جهنم الملأى بالكفار والفجار والعصاة ، وفي وصف الجنة المقربة المرئية للمتقين تثبيتا للإيمان بالبعث وتقوية له ، وتحذيرا وتخويفا من عمل أهل النار ، وترغيبا في اقتفاء آثار وأعمال المؤمنين الذين يدخلون الجنة ، كما أن في تقريب الجنة للمتقين وإدنائها لهم غير بعيدة عنهم إشعارا لهم بتيسير الوصول إليها.
٢ ـ يؤكد الله تعالى الشعور بالنعمة والاطمئنان في الجنة للمتقين ، فتقول