مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧) فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨))
الإعراب :
(إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ إِذْ) : بدل اشتمال.
(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ .. فَما أَغْنى .. وَحاقَ بِهِمْ) قد : حرف يقرب الماضي من الحال ويقلل المستقبل. و (فِيما) أي في الذي و (إِنْ مَكَّنَّاكُمْ) تحتمل (إِنْ) وجهين: إما بمعنى (ما) النافية ، أو زائدة. (فَما أَغْنى) : ما : إما نافية ، ويؤيده دخول (من) للتأكيد في قوله تعالى : (مِنْ شَيْءٍ) أو استفهامية منصوبة ب (أَغْنى) والتقدير : أي شيء أغنى هو؟ (وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ) : (فِيما) فاعل (حاقَ) وهي مصدرية ، وفي الكلام حذف مضاف تقديره : وحاق بهم عقاب استهزائهم ، لأن نفس الاستهزاء لا يحل عليهم. وإنما يحل عليهم عقابه.
(قُرْباناً آلِهَةً قُرْباناً) : إما منصوب على المصدر ، أو مفعول لأجله ، أو مفعول (اتَّخَذُوا) و (آلِهَةً) بدل منه.
(وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) و (ما) : مصدرية ، أو موصولة ، والعائد محذوف ، أي فيه.
البلاغة :
(وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً) ثم قال : (فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ) من قبيل الإطناب بتكرار اللفظ لزيادة التقبيح عليهم.
(وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) توافق الفواصل الذي يزيد في جمال الكلام.
المفردات اللغوية :
(أَخا عادٍ) هو هود عليهالسلام ، وعاد قبيلة عربية من إرم. (أَنْذَرَ) خوف. (بِالْأَحْقافِ) واد باليمن فيه منازلهم ، بين عمان ومهرة ، وهي في الأصل جمع حقف : وهو رمل مستطيل مرتفع معوج فيه انحناء. (خَلَتِ النُّذُرُ) مضت الرسل التي تنذر ، والنذر جمع نذير أي منذر ، والجملة معترضة أو حال. (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) من قبل هود ومن بعده. «ألا» أي بأن قال : «لا تعبدوا» أو النذر بألا تعبدوا ، فإن النهي عن الشيء إنذار بمضرته. (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) إن عبدتم غير الله. (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) هائل بسبب شرككم.