العظيم ، والكافرين بالمؤمنين ، بأن يعجل عذابهم ليرتدع بعضهم عن الكفر.
(وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) أي استشهدوا ، وقرئ : قاتلوا ، أي جاهدوا (فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) فلن يحبطها ويضيعها (سَيَهْدِيهِمْ) سيهدي من بقي حيا إلى الثواب أو سيثبت هدايتهم ، أو سيهديهم في الدنيا والآخرة إلى ما ينفعهم (وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) حالهم وشأنهم في الدنيا والآخرة. ويلاحظ أن الهداية وإصلاح البال لمن لم يقتل ، وأدرجوا في قوله : (قُتِلُوا) بطريق التغليب (عَرَّفَها لَهُمْ) بيّنها لهم وأعلمها بحيث يعلم كل أحد منزله ويهتدي إليه كأنه كان ساكنه منذ خلق.
(إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ) تنصروا دين الله ورسوله (يَنْصُرْكُمْ) على عدوكم (وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) يثبتكم في أثناء القتال والمجاهدة مع الكفار (فَتَعْساً لَهُمْ) هلاكا لهم وخيبة من الله (ذلِكَ) أي التعس وإضلال الأعمال (بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) أي بسبب كراهيتهم ما أنزل الله من القرآن المشتمل على التكاليف (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) أبطلها.
سبب النزول :
نزول الآية (٤):
(وَالَّذِينَ قُتِلُوا) : أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت يوم أحد ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم في الشّعب ، وقد نشبت فيهم الجراحات والقتل ، وقد نادى المشركون يومئذ : اعل هبل (أكبر أصنامهم) ونادى المسلمون : الله أعلى وأجل ، فقال المشركون : إن لنا العزّى ولا عزّى لكم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قولوا : الله مولانا ، ولا مولى لكم.
المناسبة :
بعد قسمة الناس إلى فريقين : فريق الكافرين الذين يتبعون الباطل وهم حزب الشيطان ، وفريق المؤمنين الذين يتبعون الحق وهم حزب الرحمن ، ذكر الله تعالى حكم القتال عند التحزب ، وأرشد المؤمنين إلى قواعد الحرب مع المشركين أثناء المعركة وبعد انتهائها.