ثم بشرهم الله بالنصر بشرط نصرة دينه وحثهم على تحقيق الشرط ، فقال :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ، وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) أي يا أهل الإيمان بالله والقرآن والإسلام إن تنصروا دين الله ينصركم على أعدائكم ، ويثبّت أقدامكم عند القتال في مواطن الحرب ، حتى تتحقق الغلبة والعزة والتفوق لكم ، وتكون كلمة الله هي العليا.
وتأكيدا لذلك وتقوية لقلوبهم ذكر الله تعالى جزاء الكافرين بعد بيان جزاء المجاهدين ، فقال :
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) أي وللكافرين بالله وبرسالة محمد صلىاللهعليهوسلم الخيبة والخزي والشقاء ، وقد أبطل الله أعمالهم وأحبطها ، فلا ثواب لهم ولا خير يرتجى منها في الآخرة. وقوله : (فَتَعْساً لَهُمْ) مقابل تثبيت الأقدام للمؤمنين الناصرين لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوسلم.
ثم ذكر الله تعالى سبب الخيبة وإبطال الأعمال ، وسبب بقائهم على الكفر والضلال قائلا :
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ ، فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) أي ذلك التعس. وإضلال الأعمال بسبب كراهيتهم ما أنزل الله في قرآنه على نبيّه المصطفى صلىاللهعليهوسلم من التكاليف ، فهم لا يريدونه ولا يحبونه ، فأبطل الله ثواب أعمالهم بذلك السبب. والمراد بالأعمال : أعمال الخير حال الكفر ، لأن عمل الكافر لا يقبل قبل إسلامه.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على الأحكام التالية :
١ ـ إباحة القتل الشديد في أثناء القتال ، لأن ذلك من طبيعة الحرب ، تحقيقا للنصر والغلبة ، ودحرا للعدو وإنزال الهزيمة الساحقة بجيشه. وقد