(رَفْرَفٍ) وسائد ، جمع رفرفة. (وَعَبْقَرِيٍ) طنافس منقوشة عجيبة الوشي نادرة. (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) تقدس وتنزه اسم الله الذي يطلق على ذاته. (ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) أي ذي العظمة والكبرياء ، أو ذي العظمة والتكريم عن كل ما لا يليق به ، أو الإفضال والإنعام على عباده.
المناسبة :
ذكر الله تعالى في الآيات السابقة بعض أوصاف الجنة التي هي ثواب المتقين الخائفين ربهم ، ثم أردفه بأوصاف أخرى للجنة ، مبينا أولا أن ثواب الخائفين جنتان ، وثواب آخر مثله وهو جنتان أخريان.
التفسير والبيان :
(وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ، مُدْهامَّتانِ ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي وهناك جنتان أخريان للخائفين ، أو هناك جنتان أخريان ، دون اللتين قبلهما في المرتبة والفضيلة ، لمن دون أصحاب الجنتين السابقتين من أهل الجنة ، تقدم في الحديث : جنتان من ذهب آنيتهما ، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، فالأوليان للمقرّبين ، والأخريان لأصحاب اليمين. وفي الجنتين السابقتين أشجار وفواكه وغير ذلك ، وكذا هاتان الجنتان خضراوان ، فهما من شدة خضرتهما سوداوان في رأي العين ، من شدة الري المائي. وقد فسر ابن عباس وأبو أيوب الأنصاري وغيرهما من الصحابة والتابعين قوله تعالى : (مُدْهامَّتانِ) بأنهما خضراوان ، وذلك مروي في حديث عن أبي أيوب أخرجه الطبراني وابن مردويه.
فبأي نعم الله تكذبان أيها الإنس والجن؟ فالجنتان في غاية المتعة والنضرة والخضرة ، ولكنهما دون الجنتين المتقدمتين في الرتبة والفضيلة ، فهناك جنتان ذواتا أفنان ، أي أغصان وأشجار وفواكه ، وهنا جنتان خضراوان.
(فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي في الجنتين عينان