بقضاء الله وقدره ، والفرح الممنوع : هو البطر الذي يحمل صاحبه على الطغيان ، ويلهيه عن الشكر. قال عكرمة : ليس أحد إلا وهو يحزن أو يفرح ، ولكن اجعلوا الفرح شكرا ، والحزن صبرا.
ولا يصح النهي عن شيء من طبائع البشر كالفرح والحزن والغضب ، وإنما النهي وارد على مقدمات الغضب وتعاطي أسبابه ، أو على توابع الفرح والحزن وهو بطر النعمة وكفرانها ، والسخط على القدر ، والجزع.
وبما أن المختال الفخور يكون غالبا بخيلا ، لأنه لا يرى لغيره حقا عليه ، ذكر تعالى صفة البخل عندهم ، فقال :
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ، وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ، وَمَنْ يَتَوَلَّ ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) أي إن المختالين الفخورين هم الذين يبخلون عادة بأموالهم ، فلا يؤدون حق الله فيها ، ولا يواسون بائسا فقيرا ، ولا معدما عاجزا ، بل إنهم يطلبون من غيرهم إمساك المال ، ويحسّنون للناس أن يبخلوا بما يملكون ، حتى يجعلوا لهم أشباها وأمثالا. ولكن من يعرض عن الإنفاق وعن أمر الله وطاعته ، فإن الله غني عنه ، محمود الذات في السماء والأرض عند خلقه ، لا يضره ذلك ، ولا يضرن البخيل إلا نفسه ، كما قال موسى عليهالسلام لقوم فيما حكى القرآن : (إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ، فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) [إبراهيم ١٤ / ٨].
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ كل ما في الكون بأمر الله تعالى ، وكل المصائب معلومة لله تعالى ، مكتوبة في اللوح المحفوظ قبل إيجاد الخليقة ، وحفظ ذلك وعلمه هيّن يسير على الله تعالى.