زوجته. (وَفَصِيلَتِهِ) عشيرته ، لفصله منها. (تُؤْوِيهِ) تضمه ويأوي إليها. وهو دليل على اشتغال كل مجرم بنفسه ، بحيث يتمنى أو يفتدي بأقرب الناس وأعلمهم بقلبه ، فضلا عن أن يهتم بحاله ويسأل عنها. (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) من الثقلين أو الخلائق. (ثُمَّ يُنْجِيهِ) عطف على (يَفْتَدِي) أي ثم لو ينجيه الافتداء ، وثم للاستبعاد.
(كَلَّا) ردع للمجرم ، ورد لما يودّه ، فهي كلمة تفيد الزجر عما يطلب. (إِنَّها لَظى) أي إن النار هي النار الملتهبة أو جهنم ؛ لأنها تتلظى ، أي تتلهب على الكفار. «الشوى» أعضاء الإنسان ، أو جلدة الرأس ، تنتزعها ، ثم تعود إلى ما كانت عليه. (تَدْعُوا) تجذب وتحضر. (مَنْ أَدْبَرَ) عن الإيمان والحق. (وَتَوَلَّى) عن الطاعة. (وَجَمَعَ) المال. (فَأَوْعى) جعله في وعاء ، وكنزه حرصا وتأميلا ، ولم يؤدّ حق الله فيه.
سبب النزول :
نزول الآيتين (١ ، ٢):
أخرج النسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ) قال : هو النضر بن الحارث ، قال : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ). وأخرج ابن أبي حاتم عن السّدي في قوله : (سَأَلَ سائِلٌ) قال : نزلت بمكة في النضر بن الحارث ، وقد قال : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ..) الآية. وكان عذابه يوم بدر. وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال : نزلت (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) فقال الناس : على من يقع العذاب؟ فأنزل الله : (لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ).
التفسير والبيان :
(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ، لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) أي دعا داع وطالب بعذاب واقع بلا شك ، يقع في الآخرة كائن للكافرين نازل بهم لا يمنع ذلك العذاب الواقع أحد إذا أراده الله. والسؤال للاستهزاء والتعنت. والسائل : هو