النضر بن الحارث بن كلدة أو غيره حين قالوا : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) [الأنفال ٨ / ٣٢].
(مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) أي واقع من جهة الله سبحانه ذي المصاعد التي تصعد فيها الملائكة قال ابن عباس : (ذِي الْمَعارِجِ) : أي ذي السموات وسماها معارج ؛ لأن الملائكة يعرجون فيها. وقال قتادة : ذي الفواضل والنعم ؛ وذلك لأن لأياديه ووجوه إنعامه مراتب وهي تصل إلى الناس على مراتب مختلفة.
والمراد : أن العذاب الذي طالب به الكفار واستعجلوه واقع بلا شك.
(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) أي تصعد إلى الله عزوجل في تلك المعارج الملائكة وجبريل عليهمالسلام في مدة يوم يقدّر بخمسين ألف سنة من سنوات الدنيا لو أراد البشر الصعود إليها ولكن الملائكة الروحانيين تصعد إليها في زمن قليل. وليس المراد من الخمسين التحديد بعدد معين بل المقصود الكثرة المطلقة وأن صعود الملائكة في مكان بعيد المدى. وقوله : (إِلَيْهِ) إلى عرشه أو حكمه أو إلى حيث تهبط أوامره أو إلى مواضع العزّ والكرامة وقوله : (فِي يَوْمٍ) في رأي الأكثرين متعلق بقوله : (تَعْرُجُ) أي يحصل العروج في مثل هذا اليوم بقصد وصف اليوم بالطول مطلقا.
والمراد باليوم في رأي آخر وهو قول ابن عباس والحسن البصري : هو يوم القيامة تهويلا وتخويفا للكفار والمراد أن موقفهم للحساب حتى يفصل بين الناس خمسون ألف سنة من سني الدنيا ثم يستقر أهل النار في دركات النيران. وسبب الربط بين سؤال العذاب وبين عروج الملائكة : المقارنة بين اليوم