٢ ـ إن شأن المؤمنين المصلين البعد عن الصفات الذميمة المبنية على الهلع ، فصلاتهم الصحيحة الكاملة تربي فيهم الأخلاق الكريمة ، وتمنعهم عن الأوصاف السيئة.
فتراهم يؤدون الصلاة المكتوبة على وجهها الصحيح ، وفي مواقيتها المطلوبة شرعا ، ويداومون عليها دون انقطاع ولا تضييع ، ويؤدون الزكاة المفروضة للفقراء والمساكين ، ويؤمنون بيوم الجزاء وهو يوم القيامة ، ويخافون من عذاب ربّهم ، فهو العذاب الشديد الذي لا يأمنه أحد ، بل الواجب على كل أحد أن يخافه ويشفق منه.
ويحافظون على فروجهم من الزنى أو الفاحشة ، ولا يستمتعون بالنساء إلا من طريقين فقط ، هما : الزواج والتسرّي بالإماء ، ومن قصد غير ذلك فهو من المعتدين المتجاوزين حدود الله تعالى.
ويرعون الأمانات ، ويوفون بالمواثيق والمعاهدات ، ويؤدون الشهادات عند الحكام بحق وصدق على من كانت عليه من قريب أو بعيد ، ولا يكتمونها ولا يغيرونها.
ويحافظون على كيفية الصلاة المقررة شرعا ، من وضوء وإتمام ركوع وسجود ، وسكون وخشوع ، دون اشتغال عنها بشيء من الشواغل ، لا قبل الدخول فيها ، ولا في أثنائها ، ولا بعد الفراغ منها بالاحتراز عن الإتيان بعدها بشيء من المعاصي.
وجزاء هؤلاء المتصفين بالصفات المذكورة ، والذي وعد به الله عزوجل هو الظفر بالجنات ، والإكرام فيها بأنواع المكرمات.