يواجههم ، وفي مقابلة استكبارهم عن الطاعة في الدنيا ، ذلك اليوم المشتمل على الأهوال العظام هو اليوم الذي أوعدهم الله به ، وأنذرهم بملاقاته ، وكانوا يكذبون به ، وليتهم آمنوا به ، فنجوا من العذاب.
وعبر عن ذلك اليوم بلفظ الماضي ؛ لأن ما وعد الله به يكون آتيا لا محالة.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ أنكر الله تعالى على الكفار حول النبي صلىاللهعليهوسلم مسارعتهم إلى الكفر والتكذيب برسالته والاستهزاء به ، فما بالهم يسرعون إليه ويجلسون حواليه ، ولا يعملون بأوامره ، وتراهم عن يمينه وشماله حلقا حلقا ، وجماعات متفرقين.
٢ ـ ثم أنكر عليهم تناقضهم وتعارض أقوالهم ومواقفهم ، فهم يكذّبون برسالة النبي صلىاللهعليهوسلم ويستهزئون بأصحابه ، وينكرون البعث ، ثم يقولون : لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم ، ولئن أعطوا منها شيئا لنعطين أكثر منه!! فرد الله عليهم بقوله : (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) أي إنهم منكرون للبعث ، فكيف يطمعون في دخول الجنة؟
٣ ـ أيأسهم الله تعالى من دخول الجنة ، فأخبر بأنهم لا يدخلونها ، لاستكبارهم ، فهم يعلمون أنهم مخلوقون من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ؛ كما خلق سائر جنسهم ، فلا يليق بهم هذا التكبر ، وليس لهم فضل يستوجبون به الجنة ، وإنما تستوجب الجنة بالإيمان والعمل الصالح ورحمة الله تعالى.
روي أن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير رأى المهلب بن أبي صفرة يتبختر في مطرف (١) خزّ ، وجبّة خزّ ، فقال له : يا عبد الله ، ما هذه المشية التي يبغضها
__________________
(١) المطرف : واحد المطارف : وهي أردية من خز مربعة لها أعلام.