الله؟ فقال له : أتعرفني؟ قال : نعم ، أولك نطفة مذرة (١) ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة ، فمضى المهلب وترك مشيته.
٤ ـ أقسم الله لإثبات البعث والرد على المشركين المنكرين له بمشارق الشمس ومغاربها على أنه قادر على إهلاكهم والذهاب بهم ، والمجيء بخير منهم في الفضل والطوع والمال ، لا يفوته شيء ، ولا يعجزه أمر يريده. ولم يقع التبديل ، وإنما هدد تعالى القوم بذلك ليؤمنوا.
٥ ـ أوعد الله تعالى المشركين وهددهم بعذاب القيامة ، آمرا نبيه عليهالسلام أن يتركهم يخوضوا في باطلهم ، ويلعبوا في دنياهم ، على جهة الوعيد ، وأن يشتغل بما أمر به ، ولا يهمه شركهم ، فإن لهم يوما يلقون فيه ما وعدوا.
٦ ـ وصف الله حال المشركين يوم البعث بأنهم حين يسمعون الصيحة الآخرة إلى إجابة الداعي يخرجون مسرعين من القبور ، كأنهم كما كانوا في الدنيا يسرعون ويتسابقون إلى النّصب : أي ما نصب فعبد من دون الله.
ووصفهم أيضا بأن أبصارهم تكون ذليلة خاضعة ، لا يرفعونها لما يتوقعونه من عذاب الله ، وتغشاهم مذلة وهوان.
٧ ـ إن هذا اليوم وهو يوم القيامة الذي يكون فيه الكفار على تلك الأوصاف هو اليوم الذي كانوا يوعدونه في الدنيا أن لهم فيه العذاب ، ووعد الله آت لا محالة.
__________________
(١) مذرة : الفساد.