تحزب على المؤمنين وألّب عليهم. وكان هذا أصلا في الدعاء على الكافرين في الجملة ، فأما كافر معين لم تعلم خاتمته فلا يدعى عليه ؛ لأن مآله عندنا مجهول ، وربما كان عند الله معلوم الخاتمة بالسعادة. وإنما خص النبي صلىاللهعليهوسلم بالدعاء عتبة وشيبة وأصحابهما ؛ لعلمه بمآلهم وما كشف له من الغطاء عن حالهم ، والله أعلم (١).
٩ ـ دعا نوح أيضا لنفسه ولوالديه ، وكانا مؤمنين ، ولكل من دخل منزله مؤمنا ، أو دخل مسجده ومصلاه مصليا مصدقا بالله تعالى ، ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات عامّة إلى يوم القيامة.
ثم دعا أيضا على الكافرين في مقابلة أهل الإيمان بقوله : (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً) أي لا تزد الكافرين إلا هلاكا ، وهذا عام في كل كافر ومشرك.
__________________
(١) أحكام القرآن : ٤ / ١٨٤٨ وما بعدها.