المرجع والمصير والمنتهى إلى حكم الله ، وصيرورة كل إنسان إما إلى الجنة وإما إلى النار.
٧ ـ يخبر ابن آدم يوم القيامة عند وزن الأعمال ، برّا كان أو فاجرا ، بما أسلف من عمل سيئ أو صالح أو أخر من سنة سيئة أو صالحة يعمل بها بعده ، أو بأول عمله وآخره ، أو بما قدم من المعصية ، وأخّر من الطاعة. إن هذا الإنباء يكون في القيامة عند وزن الأعمال ، لا عند الموت ؛ لما أخرجه ابن ماجه في سننه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته : علما علّمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، أو مصحفا ورّثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته».
وأخرجه أبو نعيم الحافظ عن أنس بن مالك بلفظ : «سبع يجري أجرهنّ للعبد بعد موته وهو في قبره : من علّم علما ، أو أجرى نهرا ، أو حفر بئرا ، أو غرس نخلا ، أو بنى مسجدا ، أو ورّث مصحفا ، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته».
وفي الصحيح عند مسلم : «من سنّ في الإسلام سنة حسنة ، كان له أجرها وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».
٨ ـ الإنسان خير شاهد على نفسه ، فهو حجة بيّنة على أعماله ، حتى ولو أنكر واعتذر ، فقال : لم أفعل شيئا ، فإن عليه من نفسه من يشهد عليه من جوارحه ، فلو اعتذر وجادل عن نفسه ، فعليه شاهد يكذّب عذره.