فلما كان يوم الفتح ، فرَّ الى عثمان بن عفان ، وكان أخاه من الرضاعة ، فغيبه عثمان حتى اطمأن الناس ، ثم أحضره عند رسول الله ( ص ) وطلب له الأمان ، فصمت رسول الله ( ص ) طويلا ، ثم أمَّنه ، فأسلم وعاد ، فلما انصرف ، قال رسول الله ( ص ) لأصحابه : لقد صَمَتّ ليقتله أحدكم . . » ١
٢ ـ معاوية ابن ابي سفيان : وكان عاملا لعمر على دمشق والاردن ، فضمَّ اليه عثمان ولاية حمص وفلسطين والجزيرة ، وبذلك مدَّ له في أسباب السلطان الى أبعد مدى مستطاع ٢ . وأمر معاوية واضح غير خفي .
٣ ـ الوليد بن عقبة :
ولاه عثمان الكوفة سنة ٢٥ للهجرة . والوليد هذا ، هو الذي وصفه القرآن الكريم بالفسق . ففيه نزلت الآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) وكان النبي ( ص ) قد بعثه في صدقات بني المصطلق ، فخرجوا لاستقباله ، فظن انهم أرادوا قتله ، فرجع الى النبي ( ص ) وأخبره انهم منعوا صدقاتهم ، الخ . . » ٣
وقد ولاه عثمان الكوفة بعد عزل سعد بن ابي وقاص ، فالتفت الوليد الى سعد مسلياً اياه ، قائلا له : « لا تجزعن أبا اسحاق كل ذلك لم يكن وانما هو الملك يتغداه قوم ، ويتعشاه آخرون » .
قال المسعودي : ثم عزله عثمان فيما بعد ، لما شاع وذاع من فسقه ، فقد كان يشرب مع ندمائه ومغنيه الى الصباح . وذات يوم آذنه المؤذنون
__________________
(١) الكامل ٢ / ٢٤٩ .
(٢) ثورة الحسين / ٤٠ .
(٣) مجمع البيان ٩ / ١٣٢ / الحجرات .