ويقومون حين تنامون ، ويُشخصون ١ حين تَخفِضُون .
يا أبا ذر : ان الله تعالى جعل قُرَّة عيني في الصلاة ، وحبَّبَها اليّ كما حبَّب الى الجائع الطعام والى الظمآن الماء . وإن الجائع اذا أكل الطعام شبع ، واذا شرب رُوي ، وأنا لا أشبع من الصلاة .
يا أبا ذر : ان الله تعالى بعث عيسى ابن مريم ( ع ) بالرهبانية ، وبُعثتُ بالحنيفية السمحة ، وحبَّبَ اليّ النساء والطيب وجعل في الصلاة قرة عيني .
يا أبا ذر : أيما رجل تطوع في كل يوم اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة ، كان له حقاً واجباً بيت في الجنة .
يا أبا ذر : صلاة في مسجدي هذا تَعدِل ألف صلاة في غيره من المساجد ، إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في غيره . وأفضل من هذا كله صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لا يراه إلا الله عز وجل يطلب بها وجه الله عز وجل .
يا أبا ذر : ما دمت في الصلاة ، فانك تقرع بابَ المِلكْ ، ومن يُكثر قرع باب الملك فانه يُفتح له .
يا أبا ذر : ما من مؤمن يقوم للصلاة إلا تناثر عليه البِرّ ما بينه وبين العرش ، ووُكِّل به ملك ينادي ، يا ابن آدم : لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ، ما سئمت ولا التفت .
يا أبا ذر : طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة ، يحملونها فيسبقون
__________________
(١) يمكن ان يكون المقصود بالاشخاص : جشوبة العيش ، في قبال الخفض ، وهو سهولة العيش . ويحتمل أن يراد بالاشخاص هنا عدم الاستقرار ، في قبال الخفض وهو الاقامة في المكان .