الناس الى الجنة ، ألا وهم السابقون الى المساجد ، بالأسحار وغيرها .
يا أبا ذر : لا تجعل بيتك قبراً ، واجعل فيه من صلاتك ما تضيء لك قبرك .
يا أبا ذر : الصلاة عِماد الدين ، واللسان أكبر ، والصدقة تمحو الخطيئة ، واللسان أكبر ١ .
يا أبا ذر : الدرجة في الجنة فوق الدرجة ، كما بين السماء والأرض . وان العبد ليرفَعُ بصره فيلمع له نور يكاد يخطِف بصَرَه ، فيفزع لذلك فيقول : ما هذا ؟ فيقال : هذا نور أخيك المؤمن ! فيقول : أخي فلان كنَّا نعمل جميعاً في الدنيا ، وقد فُضِّل عليّ هكذا ؟ فيقال : إنه كان أفضل منك عملا ، ثم يُجعل في قلبه الرضا حتى يرضى .
يا أبا ذر : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، وما أصبح فيها مؤمن إلا وهو حزين ! فكيف لا يحزن ، وقد أوعد الله أنه وارد جهنم ، ولم يعده أنه صادر منها ، وليلقين أمراضاً ومصيبات وأموراً تغيضه ، وليُظلمنَّ فلا ينتصر ، يبتغي ثواباً من الله ، فما يزال فيها حزيناً حتى يفارقها ، فاذا فارقها أفضى الى الراحة والكرامة .
يا أبا ذر : ما عُبِدَ الله على مثل طول الحزن .
يا أبا ذر : من أوتي من العلم ما لا يعمل به ، لحقيق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه الله به ، لأن الله عز وجل نعت العلماء فقال : إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ويقولون : وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ، وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ .
__________________
(١) ربما يكون المقصود باللسان هنا : الكلام الذي ينفع الناس ، كالوعظ والارشاد والتعليم .