حتى تكونوا كالحنايا ، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ، ما نفعكم ذلك إلا بِوَرَع .
يا أبا ذر : ان أهلَ الورَعِ والزُهدِ في الدنيا ، هُم أولياءُ الله حقاً .
يا أبا ذر : من لم يأت يوم القيامة بثلاث ، فقد خَسِر . قلت : وما الثلاث ـ فداك أبي وأمي يا رسول الله ـ ؟ قال : ورع يحجزه عمَّا حرّم الله عليه ، وحِلم يَردّ به جَهلَ السفيه ، وخلق يداري به الناس .
يا أبا ذر : إن سرَّك أن تكون أقوى الناسِ ، فتوكل على الله ، وان سرّك أن تكون أكرم الناس فاتق اللهَ . وإن سرّك أن تكون أغنى الناس ، فكن بما في يد الله عز وجل أوثقَ منك بما في يدك .
يا أبا ذر : لو أن الناس كلَّهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم : وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ، وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا .
يا أبا ذر : يقول الله تعالى : لا يُؤثرُ عبدي هوايَ على هواهُ إلّا جَعلتُ غِناه في نفسه وهمومَه في آخرته ، وضمِنَت السمواتُ والارض رزقه ، وكففت عليه ضيعته ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر .
يا أبا ذر : لو أن ابن آدم فرَّ من رزقه كما يفرّ من الموت ، لأدركه رزقُه كما يدركه الموت .
يا
أبا ذر : ألا أعلِّمك كلمات ينفعك الله عز وجل بهنّ . ؟ قُلت : بلى يا رسول الله . قال : احفظ اللهَ تجده أمامك . تعرَّف الى الله تعالى في الرخاء ، يَعرِفك في الشِّدّة ، واذا سألت ، فاسأل الله ، واذا استغنيت ، فاستغنِ بالله ، فقد جرى القلم بما هو كائِن الى يوم القيامة ، ولو أن الخَلق كلهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه اللهُ لك ، ما قدِروا عليه ،