من الفجر فان فيها جماع المسلمين في حشود كبيرة ، وقد اختصت سورة من القرآن بفرض الجمعة ، كما اختصت أخرى بالحج.
إذا فأفضل الوسطى هي الجمعة ، ثم الفجر ثم الظهيرة ، فان كلّا وسطى وقتيا مهما كانت درجات ، والفجر هي الفضلى بين اليومية ثم الظهيرة ، وقبلهما الجمعة.
وهكذا نتعرف الى مرادات الله ، تدبرا في آيات الله ، وتنمرا في الله.
وأما أن فرض المغرب هي الوسطى لأن آية الإسراء ابتدأت بدلوك الشمس وانتهت الى قرآن الفجر ، فالوسطى وقتيا هي المغرب ، فقد يطاردها قرآن الفجر فيها ، حيث الوسطى الوقتية هي الفضلى ، وقرآن الفجر فيها هي الفضلى فهي هي الوسطى (١).
ثم وما ذكر دلوك الشمس هنا أولا دليلا على ان الظهر هو الوقت الأول للفرائض ، حتى تناط به وسطى المغرب ، إضافة الى ان دلوك الشمس يجمع الظهرين كما بيناه في آيته.
__________________
ـ وسلم) في سفر فقنت فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتركها على حالها في السفر والحضر وأضاف للمقيم ركعتين وانما وضعت الركعتان اللتان أضافها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الجمعة وللمقيم لمكان الخطبتين مع الإمام فمن صلى الجمعة في غير جماعة فليصلها اربع ركعات كصلاة الظهر في سائر الأيام.
وفيه عن العياشي عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما سألا أبا جعفر (عليهما السلام) عن الآية قال : صلاة الظهر.
وفيه عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : الصلاة الوسطى هي الوسطى من صلاة النهار وهي الظهر وانما يحافظ أصحابنا على الزوال من أجلها.
(١) الدر المنثور ١ : ٣٠٠ ـ اخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الصلاة صلاة المغرب ومن صلى بعدها ركعتين بنى الله له بيتا في الجنة.