القصد إلى اصل البعث بعد الموت أيا كان المبعوث وأيان.
و «قرية» تراها هي بيت القدس؟ ولم تأت منكرة في سائر القرآن فانها (الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) (٥ : ٢١) و (الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) (١٧ : ١) وما أشبه!.
أم هي القرية التي خرج إليها ألوف حذر الموت؟ وهم خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت؟ لا انهم دخلوا قرية! (وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) وليس لخارج الديار عروش! ثم الله أحيى الألوف ، فلو كانت هي تلك القرية لم يمته ثم يحييه ، إذ كان في إحياءهم كفاية عن سؤاله بسؤاله ، إنها «قرية» دون زيادة او نقصان ، حيث القصد هو البعث بعد الموت أيا كان الكائن والمكان.
وقد تعني «قرية» القدس ، حيث كانت خربة بما هاجمها بخت النصر بما ظلم أهلوها ، فهتكوا كما هتكت ، هتكا للماكن والمكان اعتبارا بظلمهم دون المكان ، فعبر عنه ب «قرية» وكما عبر عن مكة المكرمة ب «قرية» حيث أخرجت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) (٤٧ : ١٣).
وجامع الأمر في تنكير (كَالَّذِي مَرَّ) و (عَلى قَرْيَةٍ) هو استصغار الأمر لكسر سورة الاستبعاد ، ان ذلك وما فوقه على الله هين دون سغب ولا صعب ، وكما نكر (الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ) توهينا له ولحجاجه ، وذكر إبراهيم هناك وفي (رَبِّ أَرِنِي) تشريفا له وتكريما ، وتبيينا انه في ذلك الموقف منقطع النظير ، اللهم إلا ما كان من هذا البشير النذير.
(وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) : محطمة على قواعدها وسقفها ـ شجرية ام حجرية اماهيه ـ عن بكرتها.