والانتقال من حال الى حال ، بوفور النعمة وكثرة القوة والسلطة.
(الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) لا يغررك تقلبهم في البلاد ، تقلبا في اي تغلب بمتاع ، في دولة المال ام دولة الحال ، وتغلبا في اي تقلب ، فانما ذلك على طوله وطوله (مَتاعٌ قَلِيلٌ) فان الدنيا بكل متاعها بجنب الآخرة قليل (ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ).
فالغرور هو الذي يغر اهل الغرور بذلك التقلب التغلب بمتاع ، وهو عند الله متاع قليل ، (ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ).
وقد تعم (فِي الْبِلادِ) الى تقلبهم في البلاد كفرهم في البلاد ، فقد يتقلب الكفار في البلاد تقلب التجوال تغلبا ، ام يكفرون في البلاد تقلبا فيها في أهواءهم ، والمعنيان معنيّان.
(لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) (١٩٨).
(لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا) عن كل تقلب عاطل وتغلب باطل ، وانحصرت تقلباتهم في تقدمات المعرفة بالله والخدمة لعباد الله مهما كانوا فقراء او اثرياء ، حيث وقفوا كل حياتهم في مرضات الله (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) ، عطاء غير مجذوذ ، فهم داخلون فيها دون خروج (نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ) وهي المضايف الربانية المخضّرة المحضّرة للمتقين ولهم نعيم مقيم (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) مما عندهم وعند الناس ، فلذلك يضحون بهما ابتغاء ما عند الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (١٨ : ١٠٧).
(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ