ولقد كانت الجماعة المؤمنة لا تغفل عيونها أبدا ، ولا تستسلم للرقاد ، فما هادنها أعداءها قط منذ أن نوديت لحمل أعباء الدعوة ، اللهم إلا من حمّلوها فلم يحملوها فأصبحوا غثاء للنسناس إذ لم يلتزموا بشرعة الناس ، وطاعة إله الناس.
فلا بد من مرابطة دائمة في الثغور العقيدية والأخلاقية والعلمية الثقافية ، والسياسية ، والاقتصادية والحربية ، حيث الكل هي ميادين السباق بين الكتلة المؤمنة والزمرة الكافرة ، فالعلماء الربانيون مرابطون في الحقول الروحية كما هم قواد في سائر الحقول.
والجيوش الإسلامية مرابطون في الحروب الدامية الحامية المستمرة بين فريقي الحق والباطل ، والأغنياء الأثرياء المؤمنون مرابطون في الحقول الاقتصادية.
والساسة الأزكياء الأذكياء مرابطون في ميادين السياسة بكل حراسة وكياسة.
وكل هؤلاء المرابطون يترابطون فيما بينهم لتنسيق الوحدة ووحدة التنسيق ، حتى يصبحوا يدا واحدة على من سواهم ، تسعى بذمتهم أدناهم.
٤ (وَاتَّقُوا اللهَ) في الصبر والمصابرة والمرابطة ألا تتفلت عن سبيل الله ، (وَاتَّقُوا اللهَ) في كل حركات الحياة وسكناتها ، وفي كل ثكناتها الحربية ضد أعداء الايمان.
فالتقوى والتقوى فقط هي الحارسة اليقظة في كل كارثة سلبية او ايجابية ، فهي هي زاد الطريق وراحلتها (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وهذه التفاصيل هي قضية الإطلاق في هذه القواعد الأربع ـ ف :
«اصبروا» في ـ على ـ ل ـ من .... «وصابروا» بين ـ في ـ ل ـ