انتسال كل الناس عن آدم الأول؟.
ولكن «خلقكم» جميعا ، دون خلق كلا منكم ، ينهي انتسالهم جميعا إلى نفس واحدة ، والعبارة الصالحة لذلك الاحتمال «خلقكم من نفوس متعددة وخلق منها أزواجها»! او «خلق كل واحد منكم من ..»!. ثم «الناس» و «كم» تعمان كل الناس ذكورا وإناثا ، المنتهون إلى نفس واحدة.
ومن ثم لم يخلق الناس فيما سوى الأم الأولى إلّا من نفسين هما الأبوان فكيف خلقوا ـ إذا ـ من نفس واحدة : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) (٨٦ : ٧) وهما صلب الذكر وترائب الأنثى ، فلم يخلق كل في حاضر خلقه إلّا من نفسين اثنتين ، ثم الجميع مخلوقون من نفس واحدة كأصل حيث (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) يفرّع زوجها عليها في الانتسال ، فيصدق أن النفس الواحدة هي المخلوق منها ـ كأصل ـ كل الناس من ذكر وأنثى ومنهم زوجها ، ولو أن زوجها لم يخلق من ذاتها بل من جنسها المنفصل عنها بطل إنهاء خلقنا الى نفس واحدة!.
وترى زوجها المخلوقة منها خلقت من ترابها (١) ولمّا تخلق هذه النفس
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٤٢٩ في تفسير العياشي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال سألت أبا جعفر (عليهما السلام) من أي شيء خلق الله حوا؟ فقال : اي شيء يقولون هذا الخلق؟ قلت يقولون : ان الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم فقال : كذبوا ، كان يعجزه ان يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت : جعلت فداك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من اي شيء خلقها؟ فقال : اخبرني أبي عن آبائه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه ـ وكلتا يديه يمين ـ فخلق من آدم وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء ، وفيه ٤٣٤ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في جواب السؤال فمن اين خلقت؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر .. وفيه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ايضا خلق الله عز وجل آدم من طين ومن فضله وبقيته خلقت حواء ،